السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، آمين وإياك ولك بمثل . إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : أولا : يجوز للمسلم دراسة أحد المذاهب الفقهية كالمذاهب الأربعة مثلا بشرط أن لا يتعصب لهذا المذهب الذي يدرسه.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالي ( التمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة سائغ بل هو بالإجماع أو كالإجماع ولا محذور فيه كالإنتساب إلي أحد الأربعة فإنهم أئمة بالإجماع والناس في هذا طرفان ووسط، قوم لا يرون التمذهب بمذهب مطلقا، وقوم جمدوا علي المذاهب ولم يلتفتوا إلي بحث، وقوم رأوا أن التمذهب سائغ ولا محذور فيه فما رجح الدليل مع أي أحد من الأربعة أو غيرهم أخذوا به ) انتهي .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في إجابة سؤال هل يجوز للمبتدئ الإلتزام بمذهب واحد فقط علي سبيل الدراسة فأجاب قال: قلت كلمة جميلة سابقا لأبي الحسنات اللخنوي، معناها ( أنه يجوز ذلك لكن كلما تبينت له مسألة من ذاك المذهب الذي يدرسه أنها مثلا علي خلاف السنة تركها ولو كان دارسا لها كمذهب تركها إتباعا للسنة ) فهذا لا مانع من دراسته فكلنا نعلم الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) فالقرن الأول المفضل هم الصحابة ثم قرن التابعين ثم تابعي التابعين وما علمنا أحدا من الصحابة درس العلم وقال أنه أبو بكري أو عمري أو عثماني ... ولكن كانوا يتبعون الدليل كتاب الله وسنة نبيه صلي الله عليه وسلم.
أما في هذه الأزمان المتأخرة لا يكاد المبتديء الدارس يقدر على فهم الأدلة إلا عن طريق دراسة مذهب من المذاهب فإذا كان الدارس يدرس المذهب ولا يدرسه من أجل أن يكون هذا هو هدفه الأسمى والأعلي وإنما يدرسه كوسيلة للتعرف علي هذا الفقه ثم لتمييز ما وافق السنة مما خالفها فهذا هو الجائز . ) الألباني من أحد الصوتيات .
وعليه يجوز لك دراسة أحد المذاهب للدراسة فقط ولتمييز الأدلة مما وافق السنة مما خالفها وليس لإتباع المذهب في كل مسألة بل كما قال أبو الحسنات اللخنوي رحمه الله تعالى كلما تبينت له مسألة من ذاك المذهب الذي يدرسه أنها خلاف السنة تركها واتبع السنة